مجلة ثقافية ترفيهية لجميع الأعمار مختصه بالرسم والفنون والموضه والجمال والديكورات ولفات الطرح

الأحد، 25 ديسمبر 2016

((لماذا بكت ابنة حاتم الأصم))

حاتم الأصم من كبار الصالحين ، حنّ قلبه للحج في سنة من السنوات ولا يمتلك نفقة الحج ، ولايجوز سفره بل لا يجب الحج دون

 أن يضع نفقة الأبناء دون أن يرضوا
فلما أقبل الموعد رأته ابنته حزينا باكيا وكان في البنت صلاح..


فقالت له : ما يبكيك يا أبتاه؟

قال : الحج أقبل.


قالت : ومالك لا تحج؟


فقال : النفقة.


قالت : يرزقك الله.


قال : ونفقتكم؟


قالت : يرزقنا الله.


قال : لكن الأمر إلى أمك.


ذهبت البنت لتذكر أمها..


وفي النهاية قالت له الأم والأبناء : اذهب إلى الحج وسيرزقنا الله.


فترك لهم نفقة 3 أيام ، وذهب هو إلى الحج وليس معه ما يكفيه من المال ، فكان يمشي خلف القافلة ،


وفي أول الطريق لسعت عقرب رئيس القافلة ، فسألوا من يقرأ عليه ويداويه ، فوجدوا حاتم ، فقرأ عليه فعافاه الله من ساعته.


فقال رئيس القافلة : نفقة الذهاب والإياب عليّ.


فقال : اللهم هذا تدبيرك لي فأرني تدبيرك لأهل بيتي.


مرت الأيام الثلاثة ، وانتهت النفقة عند الأبناء ، وبدأ الجوع يقرص عليهم ، فبدؤوا بلوم البنت ، والبنت تضحك!


فقالوا : ما يضحكك والجوع يوشك أن يقضي علينا؟!


فقالت : أبونا هذا رزاق أم آكل رزق؟


فقالوا : آكل رزق ؛ وإنما الرزاق هو الله.


فقالت : ذهب آكل الرزق وبقي الرزاق.


وهي تكلمهم وإذا بالباب يقرع ،


فقالوا : من بالباب؟


فقال الطارق : إن أمير المؤمنين يستسقيكم.


فملأت القربة بالماء ، وشرب الخليفة فوجد حلاوة بالماء لم يعهدها!


فقال : من أين أتيتم بالماء؟


قالوا : من بيت حاتم.


فقال : نادوه لأجازيه


فقالوا : هو في الحج.


فخلع أمير المؤمنين منطقه-وهي حزام من القماش الفاخر المرصع بالجواهر- ، وقال : هذه لهم.


ثم قال : من كان له عليّ يد-بمعنى«من يحبني»-

فخلع كل الوزراء والتجار منطقهم لهم ،


فتكومت المناطق فاشتراها أحد التجار بمال ملأ البيت ذهباً يكفيهم حتى الموت ، وأعاد المناطق إليهم .

فاشتروا الطعام وهم يضحكون فبكت البنت!


فقالت لها الأم : أمرك عجيب يا ابنتي ؛ كنا نبكي من الجوع وأنت تضحكين ، أما وقد فرج الله علينا فمالك تبكين؟!


قالت البنت : هذا المخلوق الذي لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا «الخليفة» نظر إلينا نظرة عطف أغنتنا إلى الموت ، فكيف بمالك 


الملك!

إنها الثقة بالله . إنها الثقة بالرزاق ذو القوة المتين. إنها قوة الإيمان وقوة التوكل على الله .فسبحان الله أين نحن من ذلك .


حين اختارك الله لطريق هدايته ليس لأنك مميز أو لطاعةٍ منك ، بل هي رحمة منه شملتك ، قد ينزعها منك في أي لحظة،


لذلك لا تغتر بعملك ولا بعبادتك ولا تنظر باستصغار لمن ضل عن سبيله فلولا رحمة الله بك لكنت مكانه.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

آخر التعليقات